تطبيقات شهيرة تنتهك خصوصيتك: فيسبوك وواتساب في دائرة الاتهام
يحذر خبراء الأمن السيبراني من بعض التطبيقات الشهيرة التي يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم، مثل فيسبوك وإنستغرام، بسبب طلبها المتزايد للوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل قد يُعتبر مفرطًا.
ووفقًا لتحقيق حديث، فإن هذه التطبيقات تُعرف بكونها "متعطشة للبيانات" لأنها تطلب صلاحيات للوصول إلى الموقع الجغرافي، والميكروفون، وحتى البيانات الشخصية على مدار الساعة. رغم أنها تُستخدم لأغراض ترفيهية وتواصلية، فإنها قد تشكّل خطرًا على الخصوصية إذا لم تتم مراقبة إعدادات الأذونات بعناية.
فحص 20 تطبيق.. ماذا حدث؟
ووفقاً لمصادر انكليزية فقد قام خبراء في مؤسسة Which لحماية المستهلك بفحص 20 تطبيقًا شائعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسوق عبر الإنترنت واللياقة البدنية والمنزل الذكي، ووجدوا أن جميع هذه التطبيقات تطلب موافقات "محفوفة بالمخاطر" مثل الوصول إلى موقعك والميكروفون والملفات الموجودة على جهازك - حتى عندما لا تكون هناك حاجة لذلك.
ويحث الخبراء الناس على أن يكونوا أكثر حرصًا بشأن ما نوافق عليه بالضبط عندما نقوم بتنزيل تطبيق والموافقة على الأذونات دون وعي. من الممكن أن نخاطر بخصوصيتنا عندما نضغط على زر "موافق" سريعاً دون تدقيق.
قال هاري روز، محرر مجلة Which? لصحيفة "دايلي ميل": "يعتمد الملايين منا على التطبيقات كل يوم للمساعدة في كل شيء بدءًا من مراقبة صحتنا ولياقتنا البدنية وحتى التسوق عبر الإنترنت، في حين يبدو أن العديد من هذه التطبيقات مجانية الاستخدام، فقد أظهر بحثنا كيف يدفع المستخدمون في الواقع ببياناتهم - غالبًا بكميات هائلة ومخيفة."
عمل باحثو Which? مع خبراء في شركة الأمن السيبراني Hexiosec لتقييم ميزات الخصوصية والأمان لـ 20 تطبيقًا شائعًا على هاتف يعمل بنظام Android.
وتضمنت القائمة بعضًا من أكبر الأسماء في وسائل التواصل الاجتماعي (بما في ذلك واتساب، وفيسبوك، وانستغرام، وتيك توك، والتسوق عبر الإنترنت مثل أمازون، وعلي اكسبريس، وغيرها من التطبيقات.
تطبيقات تم تنزيلها 28 مليار مرة
وبالإجمال، تم تنزيل التطبيقات العشرين أكثر من 28 مليار مرة في جميع أنحاء العالم - مما يعني أن الشخص البالغ في المملكة المتحدة من المرجح أن يمتلك العديد منها على هاتفه في أي وقت.
إذا قام شخص ما بتنزيل جميع التطبيقات العشرين على جهازه، فسوف يمنح 882 إذنًا (موافقات على الوصول إلى بياناته)، وبشكل عام، وجد الفريق أن تطبيق Xiaomi Home الصيني طلب إجمالي 91 إذنًا - أكثر من أي تطبيق آخر في الدراسة - وخمسة منها وصفت بأنها "محفوفة بالمخاطر".
تتضمن الأذونات الخطرة تلك التي تسمح لك بالوصول إلى الميكروفون الخاص بك، أو قراءة الملفات على جهازك، أو رؤية موقعك الدقيق (يشار إليه عادةً باسم "الموقع الدقيق").
وتعد هذه البيانات سلعة ثمينة وقد تسمح للشركات باستهداف المستخدمين بإعلانات "دقيقة بشكل غريب".
طلب تطبيق Smart Things من سامسونج 82 إذنًا (منها 8 أذونات محفوفة بالمخاطر)، يليه تطبيق فيسبوك (69 إذنًا، منها 6 أذونات محفوفة بالمخاطر) ثم تطبيق واتساب (66 إذنًا، منها 6 أذونات محفوفة بالمخاطر).
طلب تطبيق علي إكسبريس ستة أذونات محفوفة بالمخاطر مثل تحديد الموقع الدقيق والوصول إلى الميكروفونات وقراءة الملفات الموجودة على الجهاز.
كما قام بقصف المستخدمين بسيل من رسائل البريد الإلكتروني التسويقية بعد التنزيل (30 رسالة على مدار شهر)، لكن الباحثين لم يروا أي طلب إذن محدد من علي اكسبريس للقيام بذلك.
فيسبوك وواتساب
ومن بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، كان فيسبوك "الأكثر حرصا على بيانات المستخدم" لأنه أراد أكبر عدد من الأذونات (69 في المجموع، ستة منها محفوفة بالمخاطر)، يليه واتساب (66 في المجموع، ستة منها محفوفة بالمخاطر).
في غضون ذلك، طلب تطبيق تيك توك 41 إذنًا، من بينها ثلاثة أذونات محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك القدرة على تسجيل الصوت وعرض الملفات على الجهاز، بينما طلب تطبيق يوتيوب 47 إذنًا، أربعة منها كانت "محفوفة بالمخاطر".
بشكل عام، طلبت 16 من التطبيقات العشرين إذنًا يسمح للتطبيقات بإنشاء نوافذ فوق تطبيقات أخرى - مما يؤدي فعليًا إلى إنشاء نوافذ منبثقة على هاتفك، حتى إذا اخترت عدم إرسال التطبيق للإشعارات.
في بعض الحالات، هناك استخدامات واضحة للأذونات المحفوفة بالمخاطر - على سبيل المثال، قد تحتاج تطبيقات مثل واتساب إلى الوصول إلى الميكروفون من أجل القيام بوظائف معينة.
لكن في أمثلة أخرى كانت الحاجة إلى أذونات محفوفة بالمخاطر أقل وضوحًا، وفقًا لـ Which؟
على سبيل المثال، طلبت أربعة تطبيقات علي اكسبريس، وفيسبوك، وواتساب الإذن برؤية التطبيقات الأخرى المستخدمة مؤخرًا أو التي تعمل حاليًا. وأكد الباحثون أن التحقيق أجري على هاتف يعمل بنظام أندرويد، وأن الأذونات قد تختلف على أجهزة Apple iOS.
لكن ينبغي لنا جميعا أن نكون أكثر حذرا عند الضغط على "نعم" للأذونات (للموافقات) أثناء وجودنا في وضع "الطيار الآلي" عقليا دون أن نكون على دراية حقيقية بما نوافق عليه، كما قال السيد روز.
وأضاف أن "أبحاثنا تسلط الضوء على أهمية التحقق من ما توافق عليه عند تنزيل تطبيق جديد".
شركة ميتا ترفض النتائج
ردًا على النتائج، قالت شركة ميتا (التي تمتلك واتساب وفيسبوك وإنستغرام) إن أيًا من تطبيقاتها "لا يشغل الميكروفون في الخلفية أو لديه أي وصول إليه دون تدخل المستخدم".
وأضافت ميتا أيضًا أنه يتعين على المستخدمين "الموافقة صراحةً" في نظام التشغيل الخاص بهم حتى يتمكن التطبيق من الوصول إلى الميكروفون لأول مرة.
وقال متحدث باسم سامسونج: "جميع تطبيقاتنا، بما في ذلك SmartThings، مصممة للامتثال لقوانين حماية البيانات في المملكة المتحدة والإرشادات ذات الصلة من مكتب مفوض المعلومات (ICO)."
في غضون ذلك، صرّحت تيك توك بأن الخصوصية والأمان "مُدمجان في كل منتج" تُنتجه. وأضافت: "تجمع تيك توك المعلومات التي يختار المستخدمون تقديمها، بالإضافة إلى بيانات تدعم أمورًا مثل وظائف التطبيق والأمان وتجربة المستخدم العامة".
وصرحت أمازون بأن أذونات الأجهزة تهدف إلى توفير "ميزات مفيدة"، مثل "إمكانية عرض المنتجات في منازلهم باستخدام كاميرا أجهزتهم أو البحث عن المنتجات باستخدام خاصية تحويل النص إلى كلام".
وأضافت: "نمنح العملاء أيضًا تحكمًا واضحًا في الإعلانات المخصصة من خلال طلب الموافقة عند زيارة متجرنا في المملكة المتحدة، وتوفير خيارات لإلغاء الاشتراك أو تعديل التفضيلات في أي وقت".
كيفية تحسين خصوصية تطبيقك
1- التحقق من معلومات الخصوصية : راجع أي معلومات تتعلق بجمع البيانات في قائمة متجر التطبيقات، بما في ذلك الأذونات التي سيطلبها التطبيق (أي الموافقات).
2- اقرأ سياسة الخصوصية : يمكنك العثور عليها إما في متجر التطبيقات أو موقع الشركة. إذا لم ترغب في قراءة النص كاملاً، فركز على الأقسام المتعلقة بجمع البيانات ومشاركتها.
3- تقييد الأذونات أو إلغاؤها : في نظامي التشغيل Apple iOS وGoogle Android، يمكنك التحكم في التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى بياناتك (انقر فوق الإعدادات، ثم التطبيقات والأذونات لمعرفة ما يمكن لكل تطبيق الوصول إليه)
4- الحذف : إذا لم تكن متأكدًا من تطبيق ما، فاحذفه - وتأكد من حذف جميع بيانات حسابك أيضًا